Asharf sabry

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

mazeka


    قصة جميلة للاطفال

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 33
    تاريخ التسجيل : 07/12/2008

    قصة جميلة للاطفال Empty قصة جميلة للاطفال

    مُساهمة  Admin الأربعاء فبراير 25, 2009 12:31 pm

    lol! lol! lol! النهر الصغير

    كــان النهرُالصغير، يجري ضاحكاً مسروراً، يزرع في خطواته الخصبَ، ويحمل في راحتيه العطاء. يركض بين الأعشاب، ويشدو بأغانيه الرِّطاب، فتتناثر حوله فرحاً أخضر.‏يسقي الأزهار الذابلة، فتضيء ثغورها باسمة. ويروي الأشجار الظامئة، فترقص أغصانها حبوراً ويعانق الأرض الميتة، فتعود إليها الحياة.‏

    ويواصل النهر الكريم، رحلةَ الفرحِ والعطاء، لا يمنُّ على أحد، ولا ينتظر جزاء.‏وكان على جانبه، صخرة صلبة، قاسية القلب، فاغتاظت من كثرة جوده، وخاطبته مؤنّبة:‏

    -لماذا تهدرُ مياهَكَ عبثاً؟!‏

    -أنا لا أهدر مياهي عبثاًبل أبعث الحياة والفرح، في الأرض والشجر، و..‏

    -وماذا تجني من ذلك؟!‏

    -أجني سعادة كبيرة، عندما أنفع الآخرين‏

    -لا أرى في ذلك أيّ ِسعادة!‏

    -لو أعطيْتِ مرّة، لعرفْتِ لذّةَ العطاء .‏

    قالت الصخرة:‏

    -احتفظْ بمياهك، فهي قليلة، وتنقص باستمرار.‏

    -وما نفع مياهي، إذا حبستها على نفسي، وحرمْتُ غيري؟!‏

    -حياتكَ في مياهكَ، وإذا نفدَتْ تموت .‏

    قال النهر:‏

    -في موتي، حياةٌ لغيري .‏

    -لا أعلمُ أحداً يموتُ ليحيا غيره!‏

    -الإنسانُ يموتُ شهيداً، ليحيا أبناء وطنه.‏

    قالت الصخرة ساخرة:‏

    -سأُسمّيكَ بعد موتكُ، النهر الشهيد!‏

    -هذا الاسم، شرف عظيم.‏

    لم تجدِ الصخرةُ فائدة في الحوار، فأمسكَت ْعن الكلام.‏

    **‏*

    اشتدَّتْ حرارةُ الصيف، واشتدّ ظمأُ الأرض والشجر والورد، وازداد النهر عطاء، فأخذَتْ مياهه، تنقص وتغيض، يوماً بعد يوم،حتى لم يبقَ في قعره، سوى قدرٍ يسير، لا يقوى على المسير..‏صار النهرعاجزاً عن العطاء، فانتابه حزن كبير، ونضب في قلبه الفرح، ويبس على شفتيه الغناء.. وبعد بضعة أيام، جفَّ النهر الصغير، فنظرَتْ إليه الصخرةُ، وقالت:‏

    -لقد متَّ أيها النهر، ولم تسمع لي نصيحة!‏

    قالت الأرض:‏

    -النهر لم يمتْ، مياهُهُ مخزونة في صدري.‏

    وقالت الأشجار:‏

    -النهر لم يمتْ، مياهه تجري في عروقي‏

    وقالت الورود:‏

    -النهر لم يمت، مياهه ممزوجة بعطري.‏

    قالت الصخرة مدهوشة:‏

    لقد ظلَّ النهرُ الشهيدُ حياً، في قلوب الذين منحهم الحياة!‏

    ***‏

    وأقبل الشتاء، كثيرَ السيولِ، غزيرَ الأمطار، فامتلأ النهرُ الصغير بالمياه، وعادت إليه الحياة، وعادت رحلةُ الفرح والعطاء، فانطلق النهر الكريم، ضاحكاً مسروراً، يحمل في قلبه الحب، وفي راحتيه العطاء.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:37 pm